قال النقيب عبدالقادر البينحياتي نقيب هيئة المحامين بمدينة الناضور المغربية رئيس الدورة الثانية للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لعام 2021، إن اتحاد المحامين العرب مؤسسة حقوقية بامتياز نهضت بدور طلائعي في معركة التحرير والديموقراطية وساهمت بشكل رائد وجدي وفعال على مدى أكثر من نصف قرن من النضال في ترسيخ مبادی دولة الحق والقانون وحماية حقوق الإنسان وصيانة المبادئ السامية لمهنة المحاماة، فضلا عن حرصه الدائم على الدعم الفاعل للقضايا المصيرية للأمة العربية و خاصة قضية فلسطين.
جاء ذلك في كلمة ل “البينحياتي” التي افتتح بها أعمال الدورة ثانية للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لعام 2021 التي عقدت افتراضيًا بمدينة الناضور المغربية.
وأضاف البينحياتي أنه شرف كبير لهيئة المحامين بالناضور أن تستضيف اجتماع المكتب الدائم للاتحاد لأول مرة في تاريخها، معربا عن سعادته بأن الاستضافة جاءت بولاية الأمين العام للاتحاد النقيب بنعيسى المكاوي الذي يملك من المؤهلات العلمية والمهنية والأخلاقية ما يمكنه من أن يكون نموذجا يحتذى به في صدق العمل ونبل الخصال وما له من خبرات قانونية حقق معها نقلة نوعية بالنسبة للمغرب وللوطن العربي وما قدمه من سنوات عمره في خدمة قضايا حقوق الإنسان وإيمانه الراسخ بالقضية الفلسطينية.
وأكد أن مدينة الناضور محقة بشرف استضافة أعمال المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لماضي أبطالها الذين حملوا السلاح ضد الاستعمار الاسباني، ولأنها هي التي حطت بسواحلها في بحر مارس 1955 الباخرة المصرية المعروفة باسم “دينا” وهي محملة بمختلف أنواع الأسلحة دعما من الشعب المصري للمقاومة الجزائرية.
وأوضح البنيحياتي أن مدينة الناضور أنجبت خيرة الأبطال والزعماء الذين قاوموا الاحتلال الأجنبي منهم الشريف محمد امزيان، والمجاهد عبدالكريم الخطابي، قائد وطني وزعيم المقاومة المغربية في شماله هذا الأخير الذي وجد في القطر المصري بعد إبعاده عن وطنه وجد في شعب مصر رحابة الصدر وحسن الاستقبال ، وسمح له بمواصلة نشاطه بدعمه للمجاهدين من أبناء المغرب العربي، لافتا إلى أن هذا دليلًا على قوة الأواصر التي كانت تجمع المشرق بالمغرب العربي .
وأشار إلى أن مدينة الناضور المغربية كانت حاضرة وبقوة في الثورة الجزائرية، فبمجرد حصول المغرب على استقلاله وضع مناطق عدة رهن إشارة الثورة الجزائرية كان أهمها مدينة الناضور التي تدرب على أرضها الثوار الجزائريون وتمركزت بها الآليات العسكرية من دبابات وشاحنات ومركبات للثوار ومنها كانت تنطلق إلى ساحة المعركة.
وأكد أن المجتمع المغربي وقواه الحية على رأسها المحاميات والمحامون باختلاف أعمارهم وميولاتهم، مجتمع لا يقبل أية مزايدة أو مهادنة في قضية فلسطين، فالمواقف ثابتة ضد جميع أنواع جرائم الاحتلال المتمثلة في التقتيل والتشريد والاستيطان والمصادرة والاعتقالات التعسفية والأحكام الجائرة، قائلا “إننا نحن بالمغرب ملكا وشعبا رفضنا ونرفض كل مساس بالمقدسات ونرحب بالتعايش بين كل الديانات”.
وأكد النقيب رئيس الدورة الثانية للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لعام 2021، أنه رغم الخلافات السياسية والفكرية القائمة بين الدول والتيارات فإنه على المحامين أن يشكلوا عامل وحدة وقوة إيجابية لتجاوز هذه الخلافات ومعالجتها بشكل يسمح بتأسيس دولة القانون في كل دول العرب.