دعا الأمين العام لاتحاد المحامين العرب النقيب المكاوي بنعيسى؛ مجلس الأمن الدولي إلى تفعيل قراره بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية؛ مناشدا الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية باتخاذ إجراءات حاسمة لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
جاء ذلك في كلمة للأمين العام خلال الفعالية التي ترأسها بمقر الاتحاد بالقاهرة بمناسبة تخليد ذكرى يوم الأرض الفلسطيني وأدارها سيد شعبان الأمين العام المساعد لدولة المقر ونظمتها لجنة فلسطين التي يرأسها النقيب الدكتور حسين شبانة الأمين العام المساعد.
وقال بنعيسى اعتادت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، من منطلق مسؤليتها أن تخلد هذه الذكرى الأليمة التي تكرس مأساة الشعب الفلسطيني، الذي حرم من أرضه ووطنه منذ أن احتلت قوات الحتلال الإسرائيلي أرضه سنة 1948.
وأضاف : ففي فاتح مارس 1976 قدم المتصرف لواء المنطقة الشمالية الإسرائيلي “كونيغ” وثيقة سرية سميت فيما بعد باسمه، تستهدف إفراغ منطقتي الجليل والنقب من الأهالي الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها، وقدمت الوثيقة كتوصية إلى الحكومة الإسرائيلية، وتم إختيار عنوان للوثيقة وهو: “مشروع مذكرة معاملة عرب إسرائيل”، وقد حذر فيها من ازدياد تعداد الفلسطينيين في اللواء الشمالي،
والذي أصبح مساوياً تقريباً لعدد اليهود في حينه، وأنه خلال سنوات قليلة سوف يصبح الفلسطينيون أكثرية سكانية، الأمر الذي يشكل خطراً جسيماً على الطابع اليهودي للاحتلال .
وأشار بنعيسى إلى أن هذه الوثيقة العنصرية؛ التي تضم عشرات الصفحات، دعا فيها “كونيغ” الصهيوني إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً، وبتوجيه المهاجرين اليهود الجدد للاستيطان في هاتين المنطقتين.
وأضاف أنه إثر تفعيل هذه الوثيقة اللعينة تحركت جماهير الشعبية في إحتجاج على مصادرة أراضيهم غير أن الإحتلال الإسرائيلي واجههم بالتصدي بإطلاق النار على كل من يصادف بالطريق، فكان أول من إستشهد أحمد ياسين. في الوقت الذي إشتبك الأهالي بالقوات الإسرائيلية المدججة بالأسلحة النارية، والذين لم يكن بيدهم من أسلحة إلا الحجارة والعصي والفؤس والمناجل وفي اليوم الموالي 30/3/1976 تم إصدار أمر بمنع التجول، لكن ذلك لم يثن الأهالي من الخروج من منازلهم للتعبير عن سخطهم، مما جعل الإحتلال يطلق النار على المتظاهرين فأردى خمسة قتلى وإعتقل أكثر من سبعين شخصاً.
وتابع بنعيسى: هكذا تتم مصادرة الأراضي الفلسطينية ولازالت تصادر من أهاليها غصباً لإقامة مستوطنات عليها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.
واختتم الأمين العام لاتحاد المحامين العرب كلمته قائلًا :
فمناسبة هذه الذكرى السادسة والأربعين من يوم الأرض الفلسطيني، فإن الأمانة العامة تقف إلى جانب الحق الثابت للشعب الفلسطيني في السيادة على أراضيه وتطالب المجتمع الدولي وكل الهيئات الحقوقية في العالم، لإدانة الممارسات الهمجية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، بمصادرة أراضيه.