دعا اتحاد المحامين العرب، واتحادات ومنظمات عربية إلى تشكيل تحالف شعبي عربي واسع لدعم حقوق الفلسطينيين في العودة وتقرير المصير وإعلان دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدين الاستمرار في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في مسودة البيان الختامي للاجتماع الطارئ الذي عقده اتحاد المحامين العرب، بمشاركة عدد من الاتحادات المهنية والمنظمات العربية عبر تقنية “زووم” لمناقشة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بما في ذلك العدوان الشرس على قطاع غزة.
ودعا البيان المجتمع الدولي، بتحمل مسئولياته لوقف الاستيطان والانتهاكات بحق الفلسطينيين، وكذا الحكومات العربية بوقف التطبيع وفضح الممارسات التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وتوحيد الجهود في الأمم المتحدة لتوفير الحماية لحقوق الفلسطينيين.
وطالب اتحاد المحامين العرب – والاتحادات والمنظمات العربية المشاركة، القمة العربية المقبلة لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، تمهيدًا لمطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بها.
كما طالب البيان الختامي القيادات الدينية في الوطن العربي، بالاضطلاع بدورها في صون الهوية الروحية للقدس الشريف وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، والمشاركة في الضغط الشعبي على الحكومات من أجل تحريك دعاوى بشأن انتهاكات قوى الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وثمن البيان دور القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في إعادة القضية لموضعها الطبيعي في كلمته بقمة جدة، فضلًا عن الدور المصري والتدخل لوقف إطلاق النار الأخير بقطاع غزة.
وأكد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب النقيب المكاوي بنعيسى – في كلمته – أن الاحتلال الإسرائيلي دأب على ارتكاب جرائمه على الشعب الفلسطيني وشن اعتداءات عليه لتصفيته وتهويد أراضيه ضاربًا بذلك كل القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وذلك بمرآى ومسمع من المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنًا أمام هذه الجرائم الفظيعة المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار بنعيسى إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانًا بغاراته الجوية على قطاع غزة فسقط على إثر ذلك الكثير من الأرواح ومن بينهم أطفال وإصابة الكثير من الضحايا وتعرض المنشآت السكنية والعمرانية لأضرار فادحة.
وأضاف أن هذا العدوان الآثم الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي يأتي على الأخضر واليابس، والمجتمع الدولي يقف موقف المتفرج دون أن يتخذ أي موقف صارم ضد هذا العدوان الإسرائيلي وإيقاف غطرسة الاحتلال واعتداءاته المتكررة على الشعب الفلسطيني.
وشدد بنعيسى، على أن الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب تسعى لاتخاذ موقف صارم ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وذلك بعقد هذا الاجتماع الطارئ بمشاركة الاتحادات المهنية والمنظمات العربية لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك العدوان الشرس على قطاع غزة.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي لازال مستمرًا في عدوانه على الشعب الفلسطيني بإطلاق الرصاص الحي على مواطنين في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، ومداهمة قواته منزل عائلة الشهيد محمد شحام بكفر عقب شمال مدينة القدس بعد تفجير باب المنزل وإطلاق النار على رأسه بمسدس كاتم للصوت من مسافة الصفر أمام عائلته، مبررين ذلك بأنهم أخطأوا المنزل.
وثمن الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عاليا جهود مصر المستمرة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
من جانبه، قال إسلام أبو العنين ممثل المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن المنظمة تثمن دور اجتماع الاتحادات والمنظمات العربية، وتدعمها بالوثائق والتقارير الحقوقية التي ترصد الاعتداءات على الفلسطينيين بالتعاون مع المنظمات الحقوقية في فلسطين لحصر تلك الانتهاكات.
وأشاد أبو العنين بجهود نقابتي المحامين في الضفة الغربية وقطاع غزة في رصد تلك الانتهاكات، مطالبًا بضرورة توجه الضحايا إلى القضاء الفلسطيني بوصفه خطوة مبدئية ضرورية في الملاحقة الدولية لجرائم الحرب وإدانة مرتكبيها.
وفي سياق متصل، جدد الفراس فارس نقيب المحامين في سوريا، تفويض الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب لاتخاذ ما يلزم في شأن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن اجتماع المكتب الدائم للاتحاد (المزمع عقده في سبتمبر المقبل) سيشهد تقديم مقترحات تنفيذية لمواجهة الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الإدانات والبيانات لا تكفي لدعم الشعب الفلسطيني، مؤكدًا ضرورة اتخاذ خطوات أكثر صرامة تجاه قوى الاحتلال.
وفي ذات السياق، أعلن خالد خزعل ممثل اتحاد الفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب (سوريا)، عن دعم كل الإجراءات القانونية التي يتخذها اتحاد المحامين العرب بشأن القضية الفلسطينية بوصفها القضية المركزية، مدينا الاعتداء الغاشم على قطاع غزة واستخدام الآلة الحربية في قتل المدنيين والمنشآت المدنية.
واستنكر خزعل صمت المجتمع الدولي والدول العظمى حيال القضية الفلسطينية بعكس القضايا الأخرى التي يتم اتخاذ فيها العقوبات والإجراءات الرادعة.
وعبر سيد شعبان الأمين العام المساعد لدولة المقر باتحاد المحامين العرب ، أن تعويل الاتحاد على المنظمات والاتحادات القومية العربية هو اختيار جماهير الأمة ويمكن أن يخلق رؤية عامة حقيقة في مواجهة العدوان على فلسطين؛ حيث يمارس الاحتلال كل وسائل العنف والتبجح وانتهاك القوانين الدولية.
وأكد أن اتحاد المحامين العرب رغب في مد الجسور مع الاتحادات القومية لتكوين نسيج واحد لنصرة الشعب الفلسطيني، والانطلاق من هذا اللقاء لنتوجه للقادة العرب لتبني موقف الشعوب العربية.
بدوره، قال الدكتور إياد أبو الهنود المستشار الإعلامي لسفارة فلسطين بالقاهرة، إن قوى الاحتلال لا تزل تمارس انتهاكاتها وترويعها بحق الشعب الفلسطيني .. مشيرًا إلى اغتيال الشاب محمد شحام في منزله ووسط عائلته.
وثمن أبو الهنود، دور اتحاد المحامين العرب في تصديه القانوني لانتهاكات الاحتلال ووضعه القضية الفلسطينية على رأس أولويات اهتماماته، والتنسيق مع مختلف المنظمات الحقوقية والرسمية في فلسطين لهذا الغرض، فضلًا عن تقديم الاستشارات القانونية ذات الصلة.
وفي السياق ذاته، أكد المستشار بالبرلمان المغربي وعضو مجلس هيئة المحامين بسطات المصطفى الدحماني بالنيابة عن نقيب المحامين بسطات رضوان مفتاح على ضرورة نصرة القضية الفلسطينية والانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني، منددا بالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وما خلفه من دمار وإزهاق للأرواح البريئة
وأضاف “أن هذا الاجتماع الطارئ في هذه الظروف الاستثنائية وفي ظل هذا الصمت المريب من المجتمع الدولي، بقدر ما يجسده من شرف لنا نحن معشر المحامون، فإنه يدعونا لتحمل مسؤولية الاستمرار في سلك كل الطرق والآليات القضائية والقانونية كما هو متعارف عليها دوليا من أجل فضح كل أشكال التنكيل بحقوق الشعب الفلسطيني”.
ومن جانبه، قال عبد الجواد أحمد الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، إن الاستراتيجية التي يتبناها الاتحاد لنصرة القضية الفلسطينية حاليًا تعتمد على إعادة استثمار المنظمات العربية وطرح وجهات النظر والآليات القانونية في سبيل الملاحقة الدولية للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.